مرحبا بكم متتبعي مدونة عشاق الكلمات الاوفياء..الاشخاص الذين هم على دراية بالمجال البيولوجي يعرفون تماما لماذا النباتات تنمو عكس جادبية الارض...وبالنسبة للاشخاص الذي لا يعلمون بهذه الحقيقة...هذه التدوينة مهمة لكم لتوضيح الصورة قليلا رغم ان هذه الظاهرة تحتاج لمحاظرة كبيرة من المنظور العلمي وغيره من الامور العلمية التي تبسط وتشرح الظواهر من حولنا.. بصفة عامة يُمكن القول أن البذور تستشعر جاذبية الأرض وتتموضع بطريقة تتناسب معها. هذه الظاهرة الفسيولوجية تُعرف باسم ظاهرة" Gravitopisme"” أو الانتحاء الأرضي، حيث يتم التحكم في نمو النبات بقوة الجاذبية الأرضية. بذلك، تنمو الجذور في اتجاه سحب الجاذبية الأرضية، بينما يخرج النبات بالاتجاه المعاكس.
ظاهرة "Gravitopisme" هي حركة نمو النباتات استجابةً للجاذبية الأرضية. عملية إنبات الجذور بالانتحاء الأرضي الإيجابي، لأنه في نفس اتجاه الجاذبية. أما عملية نمو النبات الأخضر، فُتسمى بالانتحاء الأرضي السلبي، لأنه باتجاه معاكس لاتجاه الجاذبية الأرضية.
ولهذا قبل حولي قرنين من الزمان، أثبت عالم النباتات والبستاني توماس أندرو ما يُعرف بظاهرة "Gravitopisme" عبر تجربة مثيرة للاهتمام. فمن أجل اختبار ما إذا كانت النباتات تستجيب لمركزية الجاذبية الأرضية، قام أندرو بربط شتلات نباتية بجسم دائري يدور حول مركزه بسرعة 150 دورة في الدقيقة الواحدة لبضعة أيام. وقد تم ملاحظة أن جذور كل شتلة خرجت ونمت للخارج في حين أن ساق النبات نما للداخل. وهذه التجربة تدل على أن النباتات تستشعر الجاذبية وتستجيب لها.
تحتوي النباتات على جُسيمات تُسمى "Statoliths". وهي تحتوي على عضيات تُسمى أميلوبلاستس “المسؤولة عن تخزين النشا الجلوكوز فيها”. وحيث أن هذه العضيات ثقيلة وأثقل من السيتوبلازم، فإنها تتمركز في الجزء السفلي من الخلية النباتية. وعند بدء مرحلة النمو، فإن إشارات هرمونية تُرسل في الجزء الذي تتراكم فيه عضيات أميلوبلاستس، أي في الجزء السفلي للخلية، ولذلك تنمو الجذور للأسفل. بعبارةٍ أخرى، هرمونات نمو النبات التي تُسمى "Auxin" مسؤولة هن نمو الخلايا الجذرية نحو مركز الجاذبية للأسفل.
أما عملية نمو الساق للأعلى فهي تخضع للتحفيز الضوئي. وحيث أن ضوء الشمس يتواجد في الأعلى، فإن الساق تخرج باتجاه الضوء معاكسةٍ للجاذبية الأرضية. وتُعرف هذه العملية باسم “Phototropism” أو التحيز الضوئي.