يعمل د. سيرجي سانتوس وزوجته ماريتسا في مدينة برشلونة معا على تطوير روبوتات جنسية تشابه شكل النساء على نحو هائل. وزودت هذه الروبوتات بـ "عقول" تجعلها أكثر من مجرد دمى جنسية؛ فهي قادرة على التأوه والتفاعل مع الرجل. وتحمل وجوها جذابة، وشعرا يبدو حقيقيا وأجسادا أنثوية. د.سيرجي نفسه بدأ بممارسة الجنس مع روبوتاته "لإشباع حاجاته الجنسية الكبيرة"، وذلك برضا زوجته التي تقول إنها "الشخص الوحيد في العالم القادر على تجميع روبوت جنسي على نحو كامل". وخلال خمسة أشهر تمكن الزوجان من صنع 15 روبوتا ويفكران بالتوسع الآن والاتجاه نحو مرحلة التصنيع.
وفي مناطق أخرى من مدينة برشلونة، زار مراسل بي بي سي بيت دعارة يستخدم ألعابا جنسية لكنها غير مزودة بذكاء اصطناعي. فهل تكون هذه الروبوتات حلا لحياة الرجال الوحيدين أو الكبار بالسن؟ يحاول وثائقي باللغة الإنجليزية اسمه "نحن والروبوتات" من إنتاج بي بي سي الإجابة على هذا التساؤل عبر الحديث مع عدد من الأشخاص الذين يطورون هذه الروبوتات وآخرين بدأوا بالفعل في استخدامها.
امراة حقيقية أم روبوت؟
يسكن ديفيد ميللس - البالغ من العمر 58 عاما - في غرب فيرجينييا في أمريكا، ويعيش على عائدات كتابه الذي نشره عام 2006. وكان قد تطلق مرتين وهو أب لابنة واحدة تبلغ 21 عاما. عام 2014 اشترى ديفيد دمية من شركة "ريالدول" بما يقارب 7000 دولار أمريكي وأطلق عليها اسم "تافي". لكنه اليوم يقول: لو كان بإمكاني كبس زر الآن لأكون على السرير مع امراة أو مع روبوت فسأختار حتما المرأة. كل مرة".
فماذا تقدم له "تافي" إذن؟ يجيب ديفيد: "إن كانت النساء في زيجاتهن أو علاقاتهن متعاونات، وفعلا حاولن أن يكن كذلك، فسيكون الرجال سعيدين بنسبة 99 بالمئة. لكن عندما تبعد المسافة بين الشخصين، عندما لا يحاولن مجددا، ولا يجربن طرقا جديدة، فيصبح الأمر قديما". يقول إن "تافي" تشعره أنه "هو المسيطر" وأنه يستطيع فعل ما يشاء.
"فرصة للرجال الوحيدين"
في ملتقى دولي حول هذه الموضوع عقد في جامعة غولدسميث في لندن عام 2016، قالت د. كايت ديفلين: "سواء أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا، فإن هذه التكنولوجيا في انتشار".
و د.كايت هي محاضرة في قسم الكومبيوتر في الجامعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تضيف قائلة: "لن يكون هناك مانع لدي أن تتزوج ابنتي من روبوت". ويقول بروفيسور أدريان تشيوك إننا - كما نستهلك الموسيقى بالتفاعل مع التكنولوجيا أغلب الأوقات ونادرا ما نذهب لحضور الحفلات الموسيقية - ستكون هذه الحال بالنسبة للجنس؛ إذ يتوقع أن ينتشر الجنس مع الروبوتات سواء على هيئة نساء أو رجال، في حين سيترك الجنس الطبيعي للمناسبات الخاصة. كما يرى خبراء في هذا المجال أن الروبوتات الجنسية هي فكرة "جيدة" أو على الأقل تقدم "فرصة ممتعة" خاصة بالنسبة للرجال الوحيدين أو البائسين، كما يقول د. ديفيد ليفي.
"أقل من بشر"
تواجه صناعة الروبوتات الجنسية انتقادات كبيرة على رأسها أنها تشجع على تشييء المرأة واعتبارها مجرد جسد وتصويرها بطريقة إباحية، كما أنها تعزز خيالات جسدية غير واقعية. وترفض كاثلين ريتشاردسون، من مركز الكومبيوتر والمسؤولية الاجتماعية في جامعة دو مونتفورت، أن تستبدل الروبوتات العلاقات البشرية. وتقول: "إن نموذج هذا المستقبل التكنولوجي قد انبثق عن صناعة الجنس. يكررون دائما أن النساء هن أشياء - أي هن أقل من بشر. تشترى أجساد الناس لساعات أو دقائق.. تشترى العلاقات الحميمية. أعتقد أن هذا من أكثر جوانب البشرية قتامة".
حتى أنها أسست شركة هدفها مناهضة روبوتات الجنس التي تعتبرها "آخر ما توصلت له ثقافة أبوية (ذكورية) مزعجة والتي يجب علينا محاولة التخلص منها". وحول الحجة القائلة بأن هناك روبوتات جنسية على شكل رجال، ترد كاثلين: "أنا في انتظار أن أرى مثل هذه الروبوتات. الفكرة أن الرجال المثليين هو المستهدفون هنا.". ومع هذا، وجد البعض مثل إليانور هانكوك، التي تحضر رسالة ماجستير حول عاملات الجنس، جانبا مضيئا نوعا ما من هذه الصناعة. وتقول إليانور إن مثل هذه الروبوتات قد تكون الحل؛ بحيث تستبدل النساء العاملات في مجال الجنس بالروبوتات.