السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته محبي موقع عشاق الكلمات الاوفياء ومجددا في قسم الخاص بالدروس..والتي خصصنا حيزا منه لنشر دروس وملفات تهم بالاساس مباراة التعليم بالتعاقد المقبلة..وقمنا بتقديم لكم عدة دروس في مجال التربية والتكوين مرورا بالرؤية الاستراتيجية والمصطلحات الاساسية التي تنبني عليها علوم التربية..وغيرها من الامور الاخرى وكثتمة لهذه الدروس اليوم سنقدم لكم شرحا ملخصا واستحضارا لحيثيات ورهانات المرحلة التي
تجتازها المنظومة التربوية. فلقد عملت الوزارة على تحضير تصور أولي لمشروع الرؤية
المستقبلية 2030، وفق منهجية عمل تتكون من ثلاثة مراحل أساسية مُترابطة فيما
بينها:
- مرحلة التشخيص والتحليل
- مرحلة البلورة
- مرحلة التخطيط والإنجاز
-المرحلة الأولى من
منهجية العمل، والتي هي مرحلة التشخيص والتحليل، على
ثلاثة محطات أساسية:
أولا، تحليل اختلالات منظومة التربية
والتكوين،
انطلاقا من خلاصات مجموعة من التقارير التقويمية الوطنية والدولية، كتقارير المجلس
الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والتقارير الداخلية حول المنظومة
التربوية، إلى جانب تقارير الهيئات الوطنية حول أداء المنظومة التربوية، وكذا
تقارير الهيئات والمنظمات الدولية، إلى جانب الدراسات الدولية المقارِنة. وهي
التقارير التي تشتمل على معطيات غنية، تساعد على التشخيص العلمي والدقيق لواقع
منظومة التربية والتكوين؛ ثانيا، تنظيم مشاورات موسعة على الصعيد
الوطني حول واقع وآفاق المدرسة المغربية، من أجل تشخيص الإشكاليات الكبرى لمنظومة
التربية والتكوين، واستشراف مداخل الإصلاح الممكنة؛ ثالثا، تحديد تصور أولي للتوجهات الوطنية
الكبرى للمنظومة التربوية،
في ضوء مجموعة من المرجعيات الوطنية الأساسية، كالدستور الجديد للمملكة،
والتوجيهات الملكية السامية المُتَضَمَّنَة في الخطب الملكية ذات الصلة، والميثاق
الوطني للتربية والتكوين، وتقرير "50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب وآفاق
سنة 2025" والبرنامج الحكومي والاستراتيجيات القطاعية، فضلا على التقرير حول
الجهوية المتقدمة.
-المرحلة الثانية من
منهجية العمل، والتي هي مرحلة البلورة،
فتتمثل في تهيئ مشروع أرضيتين للعمل على المديين البعيد والقريب: فعلى المدى البعيد، يتم العمل على تهيئ مشروع
الرؤية المستقبلية للمدرسة الجديدة، وهو المشروع الذي سيتم إغناؤه على
مستويين:
1- إغناء المشروع في ضوء مضامين التقرير الاستراتيجي للمجلس الأعلى للتربية
والتكوين والبحث العلمي،
الذي سيوفر خارطة طريق الإصلاح المرتقب، والذي هو بصدد الإنجاز حاليا، بعد أن باشر
المجلس مجموعة من التقييمات والتشخيصات والاستماعات والاستشارات، وانتهى من تنظيم الحوار
الجهوي لتأهيل منظومة للتربية والتكوين والبحث العلمي. كما أن المجلس الأعلى، باعتباره هيئةً
استشاريةً مستقلةً، وفضاءً تعدديا للنقاش والتنسيق حول مختلف قضايا التربية
والتكوين والبحث العلمي، مؤهلٌ لتقديم الآراء حول مجموعة من الإشكاليات
التي تقع في صلب الرهانات الكبرى لمنظومة التربية والتكوين،
كالمبادئ المؤسسة للمنظومة، والأهداف الأساسية والمعايير الوطنية، ولغات التدريس
وتدريس اللغات، ونظام التقييم والإشهاد، وما إلى ذلك من إشكاليات مركزية للمنظومة
التربوية. وهي الآراء التي ستقدم أجوبة ملموسة حول هذه القضايا، ستشكل سندا أساسيا
لإغناء مشروعنا التربوي، واستكمال عناصره ومقوماته.
2-إغناء مشروع الرؤية المستقبلية، من
خلال تقاسمه
مع مختلف المعنيين،
من مواطنين وفاعلين في منظومة التربية والتكوين، وخبراء، باعتبار ذلك شرطا أساسيا
من شروط إنضاج التصورات والاختيارات، وعاملا رئيسيا من عوامل تعبئة وانخراط الجميع
في أجرأة
وتفعيل المشروع. أما على المدى القريب، فسيتم اعتماد مجموعة
من التدابير
ذات الأولوية،
التي تتمحور عموما حول مجموعة من المجالات والأهداف الأساسية، التي تتوخى، بشكل
عام، تحقيق النجاعة والفعالية، وجودة التعلمات، والاندماج بين قطاعي التربية الوطنية
والتكوين المهني، وتعزيز التحكم في اللغات والتواصل، وكذا تخليق المدرسة المغربية.
-المرحلة الثالثة والأخيرة من
منهجية العمل، والتي هي مرحلة التخطيط والإنجاز،
فتكمن في العمل، فور تحضير المشروع النهائي للرؤية المستقبلية، على وضع استراتيجية
وخطة عمل إجرائية لتفعيل مضامين هذا المشروع المستقبلي،
ستشمل مضامينها مختلف مجالات المنظومة التربوية، سواء تعلق الأمر بالنموذج
البيداغوجي، أو بالعرض المدرسي، أو بتدبير الموارد البشرية، أو بحكامة المنظومة
التربوية.
كما سيتم خلال هذه المرحلة، العمل على تحقيق
التعبئة المجتمعية الشاملة حول المدرسة المغربية، لضمان انخراط كل المتدخلين والمعنيين، من
هيئات دستورية، وأسر، وفاعلين من داخل المنظومة التربوية، وإدارات محلية وترابية،
ومجتمع مدني، وشركاء اقتصاديين واجتماعيين، وشركاء دوليين، وغيرهم من الفاعلين
والشركاء.
فمساهمة وانخراط الجميع في مجهود تأهيل المدرسة
المغربية، باعتبارها أفقا مشتركا للجميع، هو مطلب ضروري وحيوي، وشرط أساسي من شروط
النجاح.