السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته متتبعي موقع عشاق الكلمات الاوفياء في كل مكان...درس جديد من قسم الدروس يتمحور حول الاساتذة المقبلين على مباراة التعليم التعاقد في الاشهر القليلة القادمة في كل جهات المملكة المغربية..وكثثمة لما بداناه من تقديم للدروس والكتب والمراجع المهمة والتلاخيص المفيدة للاستعداد القبلي لهذه المباراة التي ينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر.اليوم جئتكم بدرس مهم حول تنشيط القسم وفق بيداغوجيا المجموعات.
العمل في القسم وفق بيداغوجيا
المجموعات تقنية من التقنيات التي أصبحت ملحّة على العمليات التربوية في هذ العقود
الأخيرة خاصة بعد ولادة مفاهيم مثل "التفاعل الاجتماعي المعرفي" أو
"حيوية المجموعات"، وزادها تأكيدا متطلبات "البيداغوجيا
الفارقية" عندما أعلنت عن الحاجة إلى "مجموعات دعم" ما كان منها
خاصا بالقسم الواحد وما كان عابرا للأقسام..
1-ماذا يعني العمل في
مجموعات؟
-القيم الأساسية للطرق الحديثة (الطرق
النشيطة):
- إثارة الاهتمام التلقائي لدى التلاميذ، حتّى تتوفّر الدافعية في كلّ النشاط
- احترام حرية الابتكار والمبادرة لدى التلاميذ
- إيلاء العناصر النفسية والاجتماعية في تطور الأشخاص ما تستحقّ من الاعتبار
وفي إطار هذه القيم يتنزّل
الحديث عن بيداغوجيا المجموعات. يُقصد بـ"بيداغوجيا المجموعات" تلك
التي تتعلّق بمجموعات تلاميذ لا تصل إلى حدّ تكوين قسم بالمعنى العاديّ للكلمة.
وتنبثق هذه المجموعات سواء عن طريق تقسيم القسم إلى عدد من الأجزاء الصغرى، أو عن
طريق ضمّ تلاميذَ لا ينتمون عادة إلى نفس القسم.
وتقتضي بيداغوجيا "المجموعات" وضع
التلاميذ في "وضعيات" بناء ذاتي للمعرفة، وذلك بجعله نشطا وفاعلا خلال
عملية التعلّم. وبتعبير آخر، فهي محاولة للانطلاق من "حقيقة" التلميذ
وواقعه، بما يستوجبه من توفير جملة من الآليات كـ"الوضعيات المشكلة"
و"مقاطع التعلّم" التي تكفل تنوّعا في الإجابات تناسب الفروق الكثيرة
بين التلاميذ.
-عمل التلاميذ في مجموعات يعني حسب "فيليب
ماريو" وضع التلاميذ في وضعية تعلم جماعيّ، لأن التعلّم ليس مجرّد تلقّ
للمعلومة (10% فقط يتعلمون جيّدا بمجرّد الإنصات) ولكنّه كذلك، وأهم من ذلك معالجة
تلك المعلومة لامتلاكها.
- بيّنت الدّراسات أنّه عندما تتوفّر في
مجموعتين نفس الشّروط بحيث لا تختلفان إلاّ في طريقة العمل، فإن الأطفال الذين
يشتغلون جماعيا يحققون تقدما أكبر من الذي يحققه المشتغلون فُرادى. وليس سبب ذلك
هو اقتداء بعضهم ببعض، بل إنّ الاختلاف في وجهات النّظر يجبر الأفراد على إعادة
تنظيم مقارباتهم المعرفية، وبذلك تنتج حركية العمل الجماعيّ تقدّما معرفيّا
فرديّا.فالمسألة وفق هذا الطّرح تأخذ "طبيعة اجتماعية في المقام
الأول"، لأنّ كلّ واحد سيحاول إثبات وجهة نظره أمام الآخر ومن هنا جاءت
عبارة "الصّراع الاجتماعي المعرفي" (Conflit
socio-cognitif).
وتستمدّ هذه المواقف والمقولات روحها من تيارين أساسيّن:
وتستمدّ هذه المواقف والمقولات روحها من تيارين أساسيّن:
- نموذج "بياجيه" (Piaget) الذي يرى بأن عملية بناء
الذكاء تفترض نوعا من فقدان التوازن التّكيّفي: لأنّه عندما تستعصي علينا الحقائق
نكون في حاجة إلى مراجعة كيفيّاتنا في التفكير والفعل.
-عديد البحوث والدراسات التجريببية التي أنجزت أواخر الخمسينات في رحاب علم النفس الاجتماعي لاكتشاف دور الصراع الاجتماعي في تكوين الحكم الفردي. والتي تدعّمت بكتابات النفسانيّ الرّوسيّ "Lev S. Vygotsky" والتي لم يقع ترجمتها إلى الأنجليزية إلا في نهاية السبعينات، وفي بعضها يقول: "في تصوّرنا، الاتجاه الحقيقيّ للتفكير، لا يمشي من الفردي إلى الجماعي، وإنما من الجماعي إلى الفردي".
-عديد البحوث والدراسات التجريببية التي أنجزت أواخر الخمسينات في رحاب علم النفس الاجتماعي لاكتشاف دور الصراع الاجتماعي في تكوين الحكم الفردي. والتي تدعّمت بكتابات النفسانيّ الرّوسيّ "Lev S. Vygotsky" والتي لم يقع ترجمتها إلى الأنجليزية إلا في نهاية السبعينات، وفي بعضها يقول: "في تصوّرنا، الاتجاه الحقيقيّ للتفكير، لا يمشي من الفردي إلى الجماعي، وإنما من الجماعي إلى الفردي".
ومن أهمّ الكتب التي سعت إلى
نشر هذا المفهوم "La construction de l'intelligence dans l'interaction sociale"
-"المجموعة" فضاء لتعويد التلاميذ
على اتخاذ القرار، وبالتالي فهي فضاء لتحمّل المسؤولية وللتّرشّد الذاتي. وتوفر
المجموعةُ الآليةَ التي تنخرط فيها جهود الجميع للبحث والإبداع والابتكار، وبذلك
تصبح "منظومة" قادرة على تفعيل القدرات الكامنة وعلى تعديلها في
آن.
2-لمـــاذا العمل في
مجموعـــــــــات؟
لتجاوز جملة من المعوّقات
مثل:
-انحباس التواصل: حيث تعين تقنيات العمل في
مجموعات كلّ تلميذ على التعبير عن رأيه عن طريق شخص آخر، إلى أن يتعوّد بتدرج على
الاندماج في المجموعة وأخذ زمام المبادرة.
-الضعف في التفاعل الاجتماعي: فتقنيات العمل في
مجموعات توفّر فضاء "تفاعل" اجتماعيّ متنوّع يعلّم التلاميذ مع الأيّام
كيف يتصرّفون شيئا فشيئا في نزاعاتهم "conflits" التي تجمع "التدافع" مع "الشّدة" مع
اللعب مع علاقات "السيطرة/الاستسلام" مع القيادة.
-اهتزاز الثقة بالنفس: حيث يجد كلّ تلميذ نفسه
مضطرّا في بعض المواقف إلى أن يشرح بعض "التعلّمات" إلى بعض زملائه أو
إلى أن يعبّر عنها، مما يعيد له الثقة في إمكانياته.
-فقدان الدّافعية والرّغبة: فتقنيات العمل في
مجموعات توفر وضعيات "حيوية" "dynamiques" تسمح بالحركة والتحدّث بين الزملاء، وتنظيم الطاولات بطريقة
مغايرة، بأخذ المبادرات والقرارات، ولعب الأدوار، وتوزيع المهامّ.. وهذه الحيوية
من شأنها أن تقنع التلاميذ بأنهم الفاعلون الحقيقيون في تعلّمهم، فتتولد لديهم
الرّغبة في التعلّم.
ثتمة الموضوع في الدرس المقبل انشاء الله بالتوفيق للجميع ولا تنسى مشاركة الموضوع مع اصدقائك...
وللمزيد من التساؤلات اترك تعليقا اسفل الموضوع.